معركة جناق قلعة
في التاريخ الإسلامي العريق، تظهر العديد من المعارك والأحداث التي غيرت مجرى التاريخ. ومن بين هذه المعارك معركة جناق قلعة ويسميها الغرب: (حملة جاليبولي)، والتي وقعت بين العثمانيين والأنجليز ومعهم فرنسا واستراليا ونيوزيلندا ، في 18 مارس عام 1915م. وتعد هذه المعركة من أشهر المعارك في التاريخ الحديث، حيث شهدت قتالًا شديدًا بين الجانبين، وانتهت بفوز العثمانيين.
مزقت جناق قلعة جبهة الحلفاء
تعدّ معركة جناق قلعة واحدة من أشهر المعارك التي حدثت بالحرب العالمية الأولى، حيثُ تمكّن الجيش العثماني، بقيادة القائد العسكري صدّيق باشا، من تحقيق انتصار كبير على الحلفاء البريطانيين والفرنسيين. فقد أسفرت المعركة عن قتل 300 ألف جندي من جانب التحالف، ومزقت جبهة الحلفاء وأثبتت قدرة الجيش العثماني على مواجهة الأعداء. ويعتبر هذا الانتصار نقطة تحوّل في مسار الحرب، حيثُ أقنع الساسة العثمانيون الحلفاء بعدم الاستمرار في هذه الحرب الدّامية. ولذلك، تظلّ معركة جناق قلعة قصّة تاريخية شامخة، وهي مضرب للمثل في قدرة القوات العثمانية على حماية وطنها ودفاعها عنه.
معركة جناق قلعة آخر انتصارات العثمانيين
في معركة جناق قلعة تمكّنت الدولة العثمانية من تحقيق النصر، بعد أن قامت بصد هجمات الحلفاء الذين كانوا يحاولون الاستيلاء على إسطنبول واحتلالها خلال الحرب العالمية الأولى. وقد تميّزت هذه المعركة بأنها آخر انتصار للدولة العثمانية، وذلك بإحباط محاولة الحلفاء الغزو لتركيا. كما تسبب تكتيك العثمانيين في شن الهجمات المفاجئة واستخدامهم التحصينات مع الأماكن الاستراتيجية “مضيق الدردنيل” في إيقاف الهجوم الأجنبي، وهو ما جعل من هذه المعركة نقطة تحوّل في تاريخ الحرب العالمية الأولى. وتلقّب هذه المعركة بـ “النصر العثماني”، لأنّها أدّت إلى استرجاع الدولة العثمانية لجزء من قوتها وهيبتها. ولا زالت تركيا حتى يومنا هذا تحيي ذكرى هذا الانتصار وتتذكر إنجازات العثمانيين في هذه الحرب في ال18 من مارس من كل عام.
معركة جناق قلعة: الشهرة تتوارث
ولا تزال معركة جناق قلعة تكتسب شهرة كبيرة حتى يومنا هذا. فقد كتبت هذه المعركة صفحة تاريخية مشرقة للدولة العثمانية، بعد أن تمكن جيشها من صد هجوم قوات التحالف بقيادة الأمبراطورية البريطانية عليها. وبالنظر إلى شهرة هذه المعركة، فمن المعروف أنها لا تزال تتوارث بين أجيال مختلفة، سواء من خلال الكتابات التاريخية أو الروايات الأدبية، إذ تمثل نموذجاً للبطولة والعزيمة في مواجهة الجيوش العدوة. لذلك، فإن معركة جناق قلعة تظل واحدة من أهم المعارك التي خاضتها الدولة العثمانية، ولا زالت تلهم الأجيال الجديدة حتى اليوم.
من هم المتطوّعون العرب في جناق قلعة؟
من المعروف أن الحرب العالمية الأولى شهدت مشاركة المتطوعين العرب في جناق قلعة، وكانوا ينتمون إلى مختلف الشرائح الاجتماعية والمناطق الجغرافية في العالم العربي. وكانت المشاركة العربية في هذه المعركة ذات أهمية كبيرة، حيث تمكنت تلك القوات العربية من إثبات جدارتها في مواجهة الغزاة الأجانب. وكان ذلك عبر مشاركتهم في الدفاع عن الأرض والدين، وقد أدوا ذلك بكفاءة عالية وبأساليب حربية متميزة. وكانت هذه المشاركة بمثابة إثبات على وحدة الشعوب العربية في تلك الفترة الزمنية الحرجة التي شهدت خراباً ودماراً في المنطقة.
جناق قلعة: تأمّلات في الذكرى الـ 108
في ذكرى الـ 108 لمعركة جناق قلعة، يطوف المتذكر بتأمل وتفكر في أحداث تلك الفترة العصيبة من تاريخنا الذي يحمل في طياته المجد والعزة، وفي ذلك الوقت استطاع العرب والأتراك والأكراد الوقوف صفًا واحداً وتحت قيادة واحدة في مواجهة الحلفاء. ولقد أثبتت معركة جناق قلعة صمود الجانب العثماني في أحداث الحرب العالمية الأولى ونصرهم العظيم على قوات الحلفاء. ويعتبر هذا النصر إنجازاً تاريخياً يحتفظ به الأتراك والعرب كأحد أبرز نصرهم، ويتم التأمّل في تلك الذكرى بعد زيارة قبور الشهداء وقراءة الآيات الكريمة بأرواحهم، مؤكداً على الحب والتقدير لجميع أبناء الأمة العربية المناضلين في تلك المعركة التاريخية. ويظهر في الصورة بالأسفل أسماء شهداء إدلب السورية في معركة جناق قلعة.
رجل غير مسار المعركة
الأونابشي سعيد ؛ وهو عريف بالجيش العثماني . عندما بدأت المدمرة البريطانية إليزابيث في الاقتراب من مضيق الدردنيل وبدأت في القصف على مداخل المضيق ، سقط كل زملائه بالوحدة . وتبقى سعيد وحده وبجانبه آخر قذيفة نجت من القصف وبحالة جيدة ويمكن استخدامها . حمل سعيد القذيفة والتي تزن قرابة 250 كيلوجرام وحده صارخاً بأعلى صوته :”يا الله” . وصعد بها السلم وثبتها داخل المدفع ، وسمى واطلق ، فأصابت القذيفة المدمرة وتسببت في غرقها .
معركة جناق قلعة: بين الواقع والذكرى
معركة جناق قلعة هي حدث تاريخي مهم، حيث يتخللها الكثير من الحقائق والأساطير. يزداد هذا التضارب بمرور الزمن، وتتوارث الأجيال قصصًا وقصائد عن تلك المعركة التي شكّلت قصة بطولة وصمود للأتراك. يتميز هذا الحدث بتغطيته الإعلامية الواسعة وفكرته الجميلة التي تجمع بين الواقع والأسطورة والتي تنم عن صمود ومقاومة الأتراك العثمانيين في وجه شر آتين لتقسيم الدولة العثمانية. يعيد تذكير هذا الحدث المشرف بأن الحرية والاستقلال يأتيان بثمن، وأن الشعب التركي مستمر في الطريق الذي وضعه أسلافه لتحقيق العدالة والحرية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.