الشاي التركي
علاقة الأتراك بالشاي تصل حد الإدمان فهم أكثر مستهلكي الشاي في العالم.
الأتراك والشاي
علاقة الأتراك بالشاي تصل حد الإدمان فهم أكثر مستهلكي الشاي في العالم . ورغم أن معرفة الإتراك بالشاي أتت متأخرة نسبياً إلا أنهم ارتبطوا به بشكل لافت وأصبح الشاي يمثل جزء أساسي من ثقافة الأتراك.
في آخر احصائية تبين أن الأتراك يستهلكون الشاي بمعدل 2.5 كيلو جرام من الشاي كل عام وهو أعلى معدل عالمي ، يليهم الإنجليز ب 2.1 كيلو جرام.
وتنتج تركيا حوالي 6.5% من اجمالي انتاج الشاي في العالم . ويزرع الشاي في تركيا في ولايات شمال شرق تركيا وتحديداً في ريف ريزا وطرابزون.
وكلمة شاي بالتركية تكتب : “çay” ، وتنطق : “تشاي” قريبة من النطق العربي
متى تعرف الأتراك على الشاي؟
في بدايات القرن التاسع عشر تعرف الأتراك على الشاي ، قادماً إليهم من أوروبا ، ومعرفة الأتراك للشاي أتت بسبب تأثر بعض الأتراك بالأوروبيين ، وأول من بدء بشرب الشاي كان كبار رجال وموظفي الدولة العثمانية آنذاك . بينما كانت القهوة هي المشروب الأشهر بين عوام الناس . ولكن السؤال هنا.
من أين تأتي القهوة التركية؟
القهوة لا تزرع في تركيا وإنما تأتي إليها مستوردة من الخارج . وفي القرن التاسع عشر وحتى بدايات القرن العشرين كانت اليمن -والتي كانت تتبع للدولة العثمانية آنذاك- هي المورد الرئيسي للقهوة التركية ، ولكن بنشوب الحرب العالمية الأولى ، تعذر نقل محصول القهوة اليمنية للأناضول و لاسطنبول ، وبحدوث هذا النقص في تواجد القهوة ؛ إتجه الأتراك لشرب الشاي.
بداية زراعة الشاي بتركيا
في عشرينيات القرن العشرون قام مهندس زراعي من محافظة موغلا يدعى “ذهني دارين” ، ومعه محام من مدينة ريزا اسمه “خلوصي كارادنيز” بإحضار شتلات شاي من روسيا وتجربة زراعتها في ريزا ، وبالفعل نجحت التجربة ، وتوسع الأتراك في زراعة الشاي ، وبنقص القهوة في ذاك الوقت ، استبدل الأتراك القهوة بالشاي ، كمشروب متوافر ويزرع محلياً وتكلفته أقل من القهوة . ولكن مع ذلك استمر الأتراك في شرب القهوة والتي لازالت تمثل جزء كبير من ثقافتهم حتى يومنا هذا ، ولكنها تحتل المرتبة الثانية في الأفضلية بعد الشاي.
الشاي التركي
للأتراك طقوس خاصة في عمل وشرب الشاي . فعادة ما يتم عمل الشاي في الأبريق ذو القطعتين ، في الإبريق/البراد العلوي (الأصغر) يتم غلي الشاي المركز مع الماء ، وفي الآخر السفلي الأكبر يتم غلي الماء ؛ فقط ماء.
ويتم تقديم الشاي بسكب الشاي المركز أولاً من الإبريق الصغير ، ثم يتم إضافة الماء المغلي عليه ، وهنا يتم التحكم في مدى تركيز الشاي . فإذا كنت تريد شاي ثقيل فأكثر من الشاي المركز وقلل من المياه ، والعكس إذا أردت شاي خفيف . وأخيراً يضاف عليها السكر.
ويتم تقديم الشاي في أكواب زجاجية صغيرة مخصٌرة (نحيفة الخصر) وليس في أكواب بيد أو “مج”.